“حب الخـير للغـير”
من منا لا يحب الخير ؟ بالطبع جميعنا نحب الخير ونريده بكل أحواله وأنواعه , ومن يحب الخير يحبه لنفسه وذلك أمر طبيعي ومن طبيعة النفس البشرية , وكل إنسان يحب الخير بمفهومة هو ويسعى للحصول عليه فكلمة الخير جامعة لكل ما هو مفيد ويعود بالنفع في الدنيا والآخرة .
فكما أحب الخير لنفسي فهناك من يحبه لنفسه ولكن السؤال هنا هل هناك من يحب الخير لغيرة كما يحبه لنفسه ؟
لا نستطيع أن نقول نعم أو لا لأن هناك وبكل تأكيد من يحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه, ولكن هؤلاء قلة وندرة فكم تمنيت أن نتحلى جميعنا بهذه الصفة فنحن أولى الناس المعنيون بذلك لأن ديننا حثنا على حب الخير للغير في مواضع عده ومنها حديث أبي حـمـزة أنـس بـن مـالـك رضي الله عـنـه، خــادم رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال، قال النبي صلى الله عليه وسلم: { لا يـُؤمـن أحـدكـم حتى يـُحـب لأخـيـه مــا يـُحـبـه لـنـفـسـه } .[رواه البخاري:13، ومسلم:45]
فما يدل عليه الحديث هو أن محبة الخير للآخرين من علامات كمال الدين فمن أحب الخير والنفع للغير من أخوانه المسلمين كما يحبه لنفسه فقد كمل إيمانه, وذلك يشمل جميع المسلمين بما فيهم من بينك وبينهم عداوة شخصية ودنيوية لأن الحديث عام وبدون إسثتناء.
وهناك حديث آخر بنفس المعنى وهو ما رواه الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له:(أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مؤمنا.(
وهذا الحديث أيضاً ربط كمال الدين بحب الخير للغير.
وهناك العديد من الأدلة الدالة على ذلك.
فحب الخير للغير ومساعدتهم لشيء عظيم يبعث السعادة والطمأنينة للقلب فما أجمل هذا الشعور عندما تساعد الغير وتحب لهم الخير وتتعامل معهم بصدق وإخلاص ووفاء كما تحب أن يعاملوك فكما تريد فغيرك أيضاً يريد فقد يكون لديك ما ليس لدى غيرك وقد يكون لدى غيرك ما ليس لديك , فرسم الابتسامة على وجه أخيك أو كلمة شكر أو دعاء من قلب صادق لهو المراد الحقيقي من وراء ذلك.
دعوة:
لي ولكل من يقرأ هذه السطور دعونا أن نحب الخير لغيرنا وأن نسعى لمساعدة من يحتاجنا بصدق وإخلاص فقد يحتاجك شخص اليوم وقد تحتاجه غداً ولكن لا تنتظر مقابل فأجعلها خالصة لوجه الله تعالى فما أجمل عمل الخير والتعاون للحصول عليه ومقابل ذلك رصيد لك عندما ينتهي الرصيد الدنيوي.
وأخيراً .. لا تنسوني من دعائكم ولو بظهر الغيب.
تحيــــــــاتي .. إنســــــــــــان